اضطرابات الشخصية المرتابة
من ينظر إلى أي صورة للمرة الأولى يكون هو الفنان نفسه دائمًا. لكن، ماذا عساه أن يفعل الفنان، إذا كانت المساحات والغرف والجدران لا تزال فارغة؟ مَنْ عساه أن يدير عجلة إتمام عملية التشكيل؟ مع البعض يؤدي أي تفكير مجرد إلى رسم الخط الأول، الأمر مع بيات براخر يتمثل في إجراء دراسة مكثفة للوحة أخرى، وفي الغالب تكون صورة فوتوغرافية. بعد ذلك يأتي بريشته ليرسم الخط الثاني في لوحته، ثم لون، ثم خط آخر، ويستمر الأمر هكذا إلى أن يتوحد بيات براخر مع ذاته ومع اللوحة، ويصبح الثلاثة كلًا واحدًا. وبمفهوم أدق، فإن هذه العملية أحرى بها أن توصف بالبارانويا (اضطراب الشخصية المرتابة) – عكس تيار الفهم – وعلى نحو مخالف للمنطق فإن الأمر ليس كذلك. وهنا يولد جنين الفن، الذي لا يستقي حياته إلا من مشيمته. لوحات براخر، على حد قول الناقد الفني بصحيفة نويه لوتسرنر تسايتونج كورت بيك، تحمل صبغة مميزة تمنحها إياها الألوان القوية المكثفة ولغة الصور الانطباعية والتباينات الناضحة بالإثارة والتحفيز". هذا هو الأمر بالفعل.